"مداولة".. من مبادرة لثلاثة محامين إلى منبر رائد للمجتمع القانوني المصري

  من بين برامج البودكاست المختلفة التي ظهرت خلال الأعوام القليلة الماضية، منها ماهو متخصص ومنها ما هو عام، برز نجم بودكاست "مداولة" كأول مبادرة تنتج بودكاست خاص بالمحامين والقانونيين في مصر، وتبعها بعد ذلك آخرين، وحذو حذوها، ولكن تظل مداولة تحتفظ لنفسها بمكان الصدارة، ولا تترك ثغرا يمكن أن يفيد المحامين إلا ووقفت عليه.


نشأت مداولة من داخل المجتمع القانوني نفسه، فقد أسسها ثلاثة محامين مصريين وهم: عاصم نعمة، أميرة عبدالحميد، ومحمد عسكر.


أسس المحامون الشباب مداولة لتكون منبرا للمحامين ونبراسا يضيء الطريق للشباب منهم، مستهدفين منها نقل الخبرات من كبار وخبراء المحامين إلى مبتدئيهم حتى يختصروا عليهم طريقا طويلا وشاقا من التدرب والوقوع في الأخطاء المختلفة.


لم تقتصر مداولة على مجرد البودكاست، بل سعت لدعم مبادرات أخرى ومنح تدريبية للمحامين الشباب، فكانت راعية إعلامية لمنح مجانية في أفرع القانون المختلفة تفيد صغار المحامين وبعض من طلاب كليات الحقوق والقانون، وأيضا قدمت من إنتاجها مساقا للصحة النفسية للمحامين لدعمهم نفسيا في ما يواجهونه من صراعات ومسببات للإرهاق النفسي وذلك بواسطة خبراء ومعالجين نفسيين معتمدين تطوعوا لذلك وعلى رأسهم المعالجة النفسية الدكتورة أسماء عطاالله.


وبهدف خدمة المجتمع القانوني، وأن يكون صوت المحامين مسموعا، استخدمت مداولة منهجيات الحوار في إيصال صوت المحامين في القضايا المختلفة التي تهمهم، فقد نظمت جلسات حوارية مختلفة لشباب المحامين جنبا إلى جنب مع خبرائهم، وحرصت أن يكون هناك تواصل مباشر بينهم لنقل الخبرات واستيعاب الآراء المختلفة.


من أبرز القضايا التي شغلت أذهان المحامين في الفترة الأخيرة، مشروع قانون الإجراءات الجنائية الذي ناقشه مجلس النواب المصري، وكانت مداولة من أوائل المبادرات التي اهتمت بالأمر اهتماما بالغا، ونظمت بشأنه للمحامين جلسات حوارية عدة لإيصال آراءهم للنواب وصناع القرار، وأنتجت من آراءهم وثائقيا يعرضها ويسلط الضوء على اعتراضاتهم عليه، حتى وصل صوتهم لرئاسة الجمهورية، فقد رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروع القانون وأعاده لمجلس النواب لمناقشته من جديد ولازال المجلس ينظر مشروع القانون حتى لحظة كتابة المقال، وفي هذه الأثناء تنظم مداولة جلسات حوارية بشأنه مرة أخرى، لتكون آراء المحامين على اختلاف درجاتهم وأعمارهم هي ما يصنع مستقبلهم، فالأمر كما يقول شعار "مداولة"، قضية واحدة.. صوت واحد..

أحدث أقدم